الإجهاز على حديقة الملوك الثلاثة بمدينة الجديدة في زمن كوب 22
الجديدة بريس – خليد اليوسي
لعل منظر السيارات المعروضة في حديقة محمد الخامس بمدينة الجديدة، وهي الحديقة التاريخية التي جايلت ثلاثة ملوك علويين ابتداء من المغفور له محمد الخامس والراحل الحسن الثاني طيب الله ثراهما ومحمد السادس أطال الله في عمره، قد أنستنا تماما ما هي وظيفة الحديقة التي لم تعد متنزها شعبيا بل سوقا تجاريا دون ضوابط أو رقابة، حرم الأطفال من مكان آمن يلعبون به، علاوة على الإهمال والتخريب الذي لحق بموجوداتها (المنحوتات الفنية).
فعوض أن يقوم الساهرون على الشأن المحلي لمدينة الجديدة بتأهيل الحديقة وصيانتها وتجهيزها بألعاب وأراجيح للأطفال ومقاعد وإنارة.. أصبحنا نرى معرضا تجاريا يبقى الهدف منه تسويق منتوج تجاري، هذا بالإضافة إلى تجول الدراجات الكهربائية فيها، حارمين الأطفال والعجائز من المتنفس الوحيد الذي يستريحون فيه، وفي أحيان كثيرة قد نلاحظ وجود دراجات نارية يقودها مراهقون يتجولون بين ممرات الحديقة ..
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حجم الإهمال والعبث الذي وصل إليه واقع هاته الحديقة التي كانت يوما ما رئة المدينة وكان الجديديون يتباهون بها.. فمتى ستسترجع حديقة الملوك الثلاثة بريقها ولمعانها وتعود الى سابق عهدها بهندستها المعمارية وجمالية أزهارها وأشجارها..؟ استحضارا للتوجيهات الملكية المضمنة في الرسالة الموجهة لمؤتمر المناخ كوب 22 المنعقد مؤخرا بمدينة مراكش.
