المقاهي المتنقلة تغزو مدينة الجديدة تحت دريعة “خلي بنادم يترزق الله”
الجديدة بريس
“الحاجة أم الاختراع”،وتحت ضغط البطالة وصعوبات الولوج إلى سوق الشغل، كغيرها من مدن المملكة، تعرف مدينة الجديدة زيادة في عدد العاطلين والباحثين عن فرص عمل، ولم يعد أمام أغلب الباحثين عن الشغل، إلا البحث عن فرص انطلاقا من الكفاءة الفردية والحلول المبتكرة.
فعلى جنبات الطرق بكل مداخل مدينة الجديدة ومخارجها، تلفت انتباهك سيارات متوقفة تحمل آلة تحضير مشروب القهوة، وقد تزينت بحبوب البن وفناجين القهوة الدافئة التي يتعالى بخارها، كما فتح الباب الخلفي للسيارة وتوزعت بضعة كراسي قليلة، ليستريح الزبون أثناء إعداد قوته.
و ترجع هذه السيارات لمجموعة من المواطنين ومنهم شرائح واسعة من الشباب، لم يجدوا من خيار سوى الاعتماد على إمكانياتهم الخاصة، لخلق فرص شغل ذاتية تخلصهم من مخالب البطالة القاتلة، فبرزت في هذا الإطار مجموعة من الأنشطة الخدماتية التي انتشرت في الكثير من المدن، ومنها على سبيل المثال،أنشطة “المقاهي المتنقلة” التي باتت اليوم، أنشطة صاعدة، آخذة في التمدد والانتشار، على غرار الأنشطة المرتبطة بالوجبات السريعة.
ظاهرة المقاهي المتنقلة والتي يقدم مالكوها خدماتهم للمارين على متن سيارات محملة بآلة لإعداد القهوى ومجموعة من المعدات المساعدة على تهييئها، هذه المشاريع ورغم تكلفتها المنخفضة على أصحابها إلا أنها تطرح عدد من الاشكالات، على سبيل المثال لا الحصر سيارات الزبائن المركونة على جانب الطريق بالممر الثاني، في انتظار دورهم لاحتساء كوب قهوة، وهو ما يعرقل حركة السير والجولان بشكل خطير مما قد يتسبب في وقوع حوادث مرورية.
اضافة على ذلك فالمقاهي المتنقلة التي اصبحت تلعب دور “مقاهي القرب” باتت تعرف “العشوائية ” و “الفوضى “، وذلك راجع لانتشارها الواسع الذي اكتسح الكثير من شوارع المدينة ليبقى شارع النصر نموذج لهذا النشاط التجاري.
في المقابل، هناك مخاوف من انتشار هذه الظاهرة بشكل كبير، خاصة و أنه لا يوجد قانون ينظمها، و لم تخضع بعد للتقنين مما يجعلها عرضة للانتقادات، حيث لا زالت تشوبها العديد من الاختلالات لا سيما التنظيمية منها، ويدعو الأمر إلى ضرورة تقنين هذه الظاهرة تفاديا للاختراقات و العشوائية و الفوضى.