بالصور.. يهود مغاربة يحجون إلى مدينة الجديدة في ليلة “الهيلولة” بضريح الرابي “يحيى حاييم أسولين”
الجديدة بريس
في مواسم دينية مختلفة، “الهيلولة” كمثال، التي اعتادت الطائفة اليهودية تنظيمها كل عام، والتي تزامنت هذه السنة بيوم الأربعاء 19 يوليوز الجاري، يحج يهود العالم، من مختلف أصولهم، إلى مزارات وأضرحة لحاخامات وربيين يهود تحتضنها مدن وقرى مغربية، وفيها يتم إحياء ليلة للاحتفال والصلاة و يبرز فيها تشبث يهود المغرب على الأخص، بعلاقاتهم مع بلدهم الأم، سواء بداية من الأزياء التقليدية، وحتى الأطباق والمأكولات، مروراً بالموسيقى التُراثية والشعبية، ذات الأصول المغربية.
وبهذه المناسبة حج مساء اليوم الاربعاء عدد من اليهود المغاربة الى مدينة الجديدة وبالظبط الى مقبرة اليهود قادمين اليها من مدينة سلا والرباط لاحياء هذه الليلة الاحتفالية التي يطلق عليها اسم “الهيلولة”.
والهيلولة هي تحريف عامي لعبارة “هاليلو يا” الواردة كثيراً في مزامير داوود، ومعناها أن “سبحوا الله”، إذ أطلقت على هذه الاحتفالات الدينية، نظراً لاستغراق المُشاركين فيها في التسبيح والدعاء لله، وأيضاً الاحتفال بالعطاء.
ويشكل هذا الاحتفال السنوي المهم فرصة للطائفة اليهودية المغربية لتجديد التأكيد على ارتباطها الوثيق بأرض الوطن وبالعرش العلوي المجيد، وترسيخه لدى الأجيال المقبلة، حسب قول الحاخام رابين بينتو، الذي أكد أن المغرب وطن الطائفة اليهودية المغربية مما يتطلب الاستمرار في الوفاء له والدفاع عنه.
وليس من قبيل الصدفة أن نرى المملكة المغربية تشكل استثناء على الصعيد العالمي من حيث التعايش المشترك، من خلال جعل الرافد العبري مكونا أساسيا وجزءا لا يتجزأ من الهوية الوطنية للمغرب ،وقد تجسد هذا الاهتمام بالحفاظ على المكون العبري للهوية الوطنية وتعزيزه ، منذ البداية ، بإطلاق صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، أمير المؤمنين ، لبرنامج واسع النطاق يهدف الى إعادة تأهيل أماكن العبادة.
مثال بليغ يؤكد على العناية الفائقة بتأهيل التراث اليهودي المغربي يجسده تحديث و ترميم مقبرة الجديدة الذي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، والتي تضم ضريح الحاخام يحيى حاييم أسولين، الذي يعتبر من كبار الشخصيات اليهودية المدفونين في مدينة الجديدة .
ويعتبر هذا الاحتفال، الذي يُنظم بضريح “يحيى حاييم أسولين” بمدينة الجديدة، تقليدا دأبت الطائفة اليهودية على تنظيمه كل عام، لممارسة طقوسها الدينية والاحتفاء بأوليائها، وأيضا لتجديد العهد مع الأصول وصلة الرحم، بحيث غالبا ما يحرص فيه اليهود القادمون من إسرائيل وباقي دول العالم على زيارة أصدقاء الطفولة والمعارف القدامى.