مع الحدث

رغم صعوبات المعيشة، المغاربة يصرون على إحياء شعائر العيد…

الجديدة بريس

ولعيد الأضحى، الذي يحظى بمكانة خاصة عند المسلمين في كل بقاع العالم لاسيما وأنه يأتي مع أداء شعيرة عظيمة وهي الحج، ليحظى المسلمين بمشاركة الحجاج فرحتهم بتمام فريضة الحج، طقوسه وعاداته الخاصة في المغرب التي تبدأ قبل أسبوعَين من حلوله.

والعيد هو أيضا فرصة سانحة، لاستحضار العادات والتقاليد الأصيلة، التي تزيد من القيم الإنسانية النبيلة، والتي تبقى لصيقة بكل شخص طيلة حياته، بل ويعمل على نقلها إلى الأبناء والأحفاد، لذا فعيد الأضحى من المناسبات الدينية الأكثر قدسية بالنسبة للمغاربة أينما وجدوا.

بمدينتنا ، استقبل المواطنون ، عيد الأضحى “عيد الكبير”  في أجواء مفعمة بالروحانية والبهجة. ومنذ الساعات الأولى من صباح اليوم، توجهوا بالآلاف، إلى المصليات والمساجد المخصصة لأداء صلاة العيد مصحوبين بأفراد عائلاتهم، في أجواء يغلبها طابع التضرع و الابتهال والسكينة، مرتدين جلابيبهم التي كانت محفوظة في الرفوف، لهذا اليوم المميز.وقد تراوحت مواقيت صلاة العيد بين السابعة صباحا بالتوقيت المحلي والثامنة وذلك بناء على إرشادات وزارة الأوقاف المغربية.

بعد صلاة العيد مباشرة، يتبادل الناس التبريكات و الزيارات السريعة، ليذهبوا بعدها إلى ذبح الأضاحي، وتجري هذه العملية في أسطح البيوت، بتعاون بين أفراد الأسرة، فيما يلجأ من لا يتقنون هذه المهارة إلى جلب جزارين .بعد الانتهاء من الدبح يعلق الخروف في مكان ذبحه،و يبدأ تفريغ جوفه لظفر بالكبد و طحال ، حيث اعتاد المغاربة تجهيز الكبد الملفوف بالشحم مشوي و هو ما يطلق عليه “بولفاف” كأول وجبة يوم العيد،حيث يجتمع أفراد العائلة حول الموقد ” المجمر” و يأكلون الشواء مع الشاي .

ولأن الكل يشتغل يوم العيد، يتسابق شباب الحي على تشواط رؤوس الأكباش من أجل إعفاء النساء من هذه المهمة، فتشتعل النيران في شوارع المدينة بين أحجار صغيرة و خشب يوضع الرأس عليها ، فيتم شي رؤوس الخرفان و “الكرعين” .

ولأن اللحم حاضر بقوة في احتفالات عيد الأضحى لدى المغاربة، فإن وجبة الغداء هي الأخرى تكون من الخروف، وهي “التقلية” التي تتكون من قطع متنوعة تشمل معدة الخروف ثم الرئة والكبد والأمعاء، مع إضافة بهارات و توابل متنوعة. ومن العادات المتوارثة أيضا في المغرب، أن يحمل الشخص الذي يزور حماته بأخذ جزء من الأضحية ” الكتف” حتى تكون بمثابة هدية.

لا يمكن أن يمر عيد الأضحى ، دون ظهور مجموعة من الطقوس المستمدة من الموروث الشعبي المغربي الأصيل،و من بين هذه العادات نجد الاهتمام الكبير بما يسمى ” الهيدورة”، ففي كل عيد أضحى تتربع “الهيدورة” أعلى هرم اهتمامات الشباب، حيث يجولون الشوارع و الأزقة و الأحياء قصد جمع أكبر كمية منها.

وعلى الرغم من التحولات التي عرفها المجتمع المغربي في الأعوام الأخيرة، فإنه ما زال محافظا على كثير من تقاليده في إحياء “سنة النحر” جماعياً وترسيخ صلات الرحم ولم شمل أفراد العائلة التي تفرق أبناؤها، فبعض المغاربة يسافرون إلى مناطق أخرى بهدف التجمع العائلي وصلة الرحم، وتناول وجبات العيد من المشاوي، وأطباق اللحم، مع أقاربهم، وتتبادل العائلات الزيارات في مساء العيد من أجل الاجتماع على العشاء لتناول الكسكس بلحم الخروف، أو رأس الأضحية المبخر مع الخضار المنوعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى