رواية “رحلة العلقم ” باكورة أعمال الكاتب المغربي عبدالله مرجان
عن دار الطباعة للنشر والتوزيع الأخوين السليكي بمدينة طنجة صدر للكاتب المغربي عبدالله مرجان باكورة أعماله الروائية، والتي وسمها بـ “رحلة العلقم ” طبعة بجودة عالية، وضع تصميم غلافها الفنان المقتدر الحاج عبدالكريم الأزهر.
ونجد في مقدمة الرواية تقديما للناقد والروائي المغربي إبراهيم الحجري يقول فيه: ” رواية “رحلة العلقم” عبارة عن محكي ينهل من متخيل الذات المهمور بجراح الإنسان المشترك الذي يشكل ” نحن” جزء لا يتجزأ منه، وبغض النظر عن كونه قطعة أدبية شيقة تؤسس مادتها من محنة الذات. وهي تبني مسارها المتعرج بين مطرقة الألم وسندان المعرفة، وتجربة الفرد المكافح من أجل حياة كريمة، فهو ينبع من صميم عالمنا، أقصد محيط الجهة أو الإقليم تحديدا.
وتكاد أغلب الشخوص المؤثثة للسرد تكون مرجعية أفرزها السياق المحلي، سواء من حيث مساراتها، أوتكوينها، أو أساميها، أو الفضاءات التي تتحرك ضمنها، (أم الربيع، أزمور، أولاد أفرج سيدي مسعود، الجديدة، البيضاء، حي القلعة، جامعة أبي شعيب الدكالي، دوار بوسعيدة…) كما أن أكثر المعاناة التي تحفل بها، والرسائل المشفرة تخص الهوية المرجعية الدكالية .
لذلك أعتبر وبدون تحفظ أن هذه القطعة السردية مهما سميناها (رواية، متوالية مسردية ..) تسهم بقسط وافر في لملمة متخيلنا الجمعي الدكالي، وتضع لبنة من لبنات تأسيس الذاكرة الجديدية بكل ما تحمله من حالات وتحولات وملامح قارة أو متغيرة” .
و تقوم الرواية باستجلاء تلك السنوات القاسية من تاريخ الطفولة المهمشة و رحلة التشفي بين الأضرحة والمستشفيات ، ومعاناة أب تحمل ما يكفي من قساوة الظروف والفقر المذقع ، مسترجعا في الآن ذاته ماضي قبيلة بوسعيدة ومعاناتها جراء أفعال دنيئة منحطة صادر عن مستعمر غاشم ، حيث ساد الاختفاء القسري والتعذيب في معتقلات سرية، وكان العنف قد أخرس الجميع. كماترصد الرواية متغيرات مرحلة غابرة من تاريخ المغرب على الأصعدة الاجتماعية والثقافية والنفسية في غياهب أمكنة يسودها الجهل والظلم .
تتوزع أحداث الرواية ببن قرية “بوسعيدة ” بالمغرب مسقط رأس طويرة بطل الرواية ، وأمكنة وادي أم الربيع جامعة أبي شعيب الدكالي مستشفى امريزكو أضرحة دكالة .
وفي شق آخر من الرواية تتعدد مآسي رحلات البطل وهو يحمل هم عقدة نفسية لازمته منذ الصغر ، فبعد رحلات مكوكية متعبة في تعقب الأضرحة ، وتوسل أولياء الله الصالحين ، ستأخذه هذه المرة الرحلة من أجل متابعة دراسته الإعدادية والثانوية بأولاد أفرج في ثمانينات القرن الماضي وكله أمل في التغيير والثورة وتجويد أوضاعه الاجتماعية، وتبلغ أحلامه ذرأهافي مرحلة الجامعة بالجديدة ، حيث يتغذى من الفكر اليساري لفهم مدركات عالمه.
وتتدرّج الأحداث وتتشابك بطريقة سوداء.كما تنتقد الرواية وبشدة أمراضا اجتماعية خطيرة كالفساد الإداري والمحسوبية والانتهازية والظلم والفقر والقهر، التي شابت رحلته بين أزقة وشوارع الرباط التي عاشت تفاصيل ومعاناة معطل يتأبط حزمة من الاوراق والشواهد باحثا عن عمل يقيه شظف العيش .
ويشار إلى إن الكاتب عبدالله مرجان من مواليد دوار الربابزة جماعة أولاد افرج ، يعمل موظفا بمديرية التعليم بالجديدة ، كاتب وصحفي يكتب في مجموعة من المنابر الإعلامية الورقية والإلكترونية ، كما ينشر نصوصه الإبداعية على صفحات جريدة ببان اليوم.
وللكاتب مجموعة قصصية قيد الطبع والنشر
زر الذهاب إلى الأعلى