الجديدة بريس – ادريس المرابط
يغفو الإنسان فيحلم أو يهلوس؛يتيه الإنسان فيرحل بعيدا أو قريبا منه وهو في مكانه ثابت يطل على عوالم يكلمها دون أن يعي مع من يتكلم أو من يخاطب،إلا إذا أثار انتباهه قريب منه في نفس المكان ملاحظا هذا التيه فيسأله:فين كنتي سارح؟. هذا السؤال يعيده بسرعة إلى الواقع وهو لا يستطيع الإفصاح عما كان يفكر فيه لأن ذلك بالنسبة إليه “سر”. هذه الغفوة أو هذاالتيه؛ إن سببه الهم أو الفراق أو الخصام أو الإنتظار أو الراحة والاطمئنان،يولد أفكارا ستلامس يوما أحد هذه الانشغالات فتخرج كلاما شفهيا أو مكتوبا في صياغة شعر أو قصة أو رواية أو لوحة أو………..،غالبا ما تخفف من تراكم هذا ” الوجود ” . أنا أحكي فاَخفف؛ أنت تتيه فتحاور،ذاك ينوح فيسترخي؛والآخر يضحك فيغمره البكاء حينا أو في يوم من حياته فينوح ليسترخي هو الآخر.
زمن صعب والتصرف فيه مر وأشد مرارة ابكيتني أيها الحبيب
حبيبي الدهر وحبيبك المنتظر وحبيبها الذي لا يغيب؛وحبيب الشعراء ذاك البيت الزاخف بحمولته المثفلة بالهم وبالعشق: هم الوجود وعشق الحياة. لهذا؛لا يلام المرء إن شاعرا وزاغ عن حرف،وإن كان قاصا أو رواءيا ومزج ذلك بالخيال. ففيك أنت أنا الشاعر؛وفي أنا أنت القاص والروائي،وفينا نحن أنت المخرج لأنك تضع مشهدك فيضحكني حتى القهقهة؛ ويبكي الآخر حتى الضحك،ولأنك دوما تحاول أن لا تسقط مشهدا ، غير أن مشهدك من شعري ومن حكاية القاص والروائي ومنا جميعا؛ونحن أنت المخرج. لكن شعري يلحن فيغنى؛حيث يطرب هذا ولا يطرب الآخر؛ويبقى الدور في ذلك على من قام باللحن؛غير أنك أنت المطرَب لا تعرف هل اللحن أفسد كلماتي أم أن كلماتي لا تليق بتاتا أن تلحن. فكلنا لا نبكي المزهر أو نغني القصيدة؛لكن نعيد اللحن جميعا ونرسم لوحة. لوحتك أنت أيها الفنان من روحي-شعري- نحتك من جسدي؛فأنت عظيم وعظمتك في لوحتك والشاعر عظيم وعظمته في شعره والقاص أو الروائي عظيم وعظمته في قصصه أو رواياته؛والمخرج عظيم وعظمته في مشهده والملحن عظيم وعظمته في لحنه. ما أعظم أن يكون الإنسان ما يشاء يا أيها الإنسان أنت ما تشاء.