مأساة داخل مستشفى محمد الخامس بالجديدة.. مريض نفسي يحتضر على الأرض أمام أعين الجميع دون تدخل
الجديدة بريس -خليد اليوسي
في واقعة مؤلمة تهز الضمير الإنساني وتعيد إلى الواجهة سؤال كرامة المرضى داخل المؤسسات الصحية العمومية، لفظ مريض يعاني من اضطرابات نفسية أنفاسه الأخيرة داخل مستشفى محمد الخامس الإقليمي بمدينة الجديدة، بعدما ترك في وضعية مزرية دون أي تدخل طبي يذكر.
الصورة التي وثقها أحد المواطنين، تظهر الضحية وهو ملقى على الأرض داخل قاعة بمصلحة المستعجلات، دون سرير أو غطاء، وفي غياب تام لأي رعاية طبية أو نفسية. وقد أكدت مصادر متطابقة أن المعني بالأمر فارق الحياة لاحقا، في مشهد صادم يعكس حالة من الإهمال وغياب أدنى شروط العناية بالمرضى، خاصة من يعانون من هشاشة نفسية واجتماعية.
هذه الحادثة تطرح تساؤلات جدية حول ظروف الاستقبال والتكفل داخل هذا المرفق العمومي، ومدى احترامه للمعايير الإنسانية والأخلاقية في التعامل مع الحالات المستعجلة، خصوصا أن الأمر يتعلق بفئة من المرضى تستوجب رعاية خاصة ومتابعة دقيقة.
وتعالت الأصوات المطالبة بفتح تحقيق فوري وشامل من قبل الجهات المختصة، وعلى رأسها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية وعامل إقليم الجديدة، من أجل تحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات اللازمة في حال ثبوت الإهمال والتقصير في الواجب المهني.
إن وفاة مريض نفسي في مثل هذه الظروف لا ينبغي أن تمر مرور الكرام، لأن كرامة الإنسان لا تحتمل التهاون، ولا يمكن لمؤسسة استشفائية أن تتحول إلى مكان للموت بدل أن تكون فضاء للعلاج والرحمة.
الواقعة تضاف إلى سلسلة من الاختلالات التي يعرفها المستشفى الاقليمي محمد الخامس، وتعيد طرح السؤال الجوهري: من يحمي المواطن البسيط في زمن الازدحام والإهمال الطبي؟
