عبد الرحيم مديحي مفخرة لأبناء مدينة الجديدة ونمودج يحتدى به في المجال الحقوقي
الجديدة بريس – خليد اليوسي
كشف الفاعل الجمعوي والحقوقي الأستاذ عبد الرحيم مديحي، ممثل عن الجامعة الوطنية لجمعيات حماية المستهلك، الذي حل ضيفا على برنامج “مباشرة معكم” مساء يوم الأربعاء 16 يناير 2019 بالقناة الثانية، على مجموعة من المشاكل التي يتعرض لها المريض والمستهلك في ضل قطاع صحي متردي وكارثي بالمغرب.
جاء ذلك خلال حلقة نقاش موضوعها “أي حلول لإضرابات الأطباء”، حضرها السادة، رشيد بن صديق مدير الموارد البشرية بوزارة الصحة، عبد الله العلوي المنتظر الكاتب العام للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، شرف الحنش منسق وطني لتنسيقية الأطباء العاملين بالقطاع الخاص.
وفي بداية تدخل الأستاذ عبد الرحيم مديحي، اعتبر المواطن والمريض الحلقة الأضعف والضحية الأولى وسط منظومة الصحة ببلادنا، ومن الصعب أن نجد معادلة توازن بين حق الطبيب وحق المريض، مؤكدا كجامعة أن قطاع الصحة بالمغرب، قطاع متردي وكارثي تسوده الفوضى والتسيب، خاصة عندما يكون هناك إضراب، بحيث يكون الضحية هو المريض، فكيف يعقل أن يكون هناك إضراب بقطاع الصحة؟
وأشار الاستاذ مديحي أن الجامعة الوطنية للمستهلك لها موقف من الإضراب وتطالب المشرع بتقنين الإضراب في هذا القطاع، لأنه قطاع استثنائي يهم أحد قدسية الحق في الحياة للمريض، و أن المريض يضل رهينة شد الحبل بين القطاعات وما بين الوزارة الوصية، وبالتالي الضحية هو ذاك المواطن المريض.
كما عقب الأستاذ عبد الرحيم على باقي المتدخلين منتقدا القطاع الخاص الذي اعتبره قطاع من طبوهات المطبات الكبرى التي لا علاقة لها بتقديم الخدمات للمواطنين، وأن جوهر تواجده هو الربح، وأن الأمر يتعلق بما هو تجاري، بدليل أن لديه خروقات عديدة، أولها، عدم احترام مضامين قانون 31.08 لحماية المستهلك، سواء تعلق الأمر بالتسعيرة أو بالفاتورة أو بالمبالغ التي تدفع من تحت الطاولة أو ما يصطلح عليه ب”النوار”، وهذا يعتبر جريمة وابتزاز وسرقة لجيوب المرضى، متساءلا عن من يحمي هؤلاء المرضى بالنسبة للقطاع الخاص، وكذلك من يطبق دفتر التحملات بالنسبة لنفس لقطاع، مجيبا، أبدا ونهاءيا، وبالتالي فهذا الطبو للمصحات الخاصة من الطبوهات الكبرى التي تتحمل فيه المسؤولية الوزارة الوصية على القطاع.
كما تطرق الأستاذ مديحي إلى مشكل بطاقة “رميد” التي اعتبرها ضحك على دقون المرضى في المغرب، وكذب تواجدها الفعلي مشيرا إلى المعيقات التي يصادفها حامل هذه البطاقة، المواطن الضعيف المقهور المغلوب على أمره، سواء تعلق الأمر بالدواء أو الأشعة أو سيارة الإسعاف..
ويؤكد ذات المحدث على غياب الوزارة وان كل ما يروج هو بمثابة خطابات أكاديمية، وليس لدينا قطاع الصحة في المغرب مهتم بصحة المواطنين، الأطباء موجودين ولكن يدافعون عن مصالحهم الشخصية، فلا أحد يدافع عن المريض، معتبرا أن الأطباء دائما مضربين، بدليل أنهم لا يحترمون توقيت العمل يدخل متى يشاء ويخرج متى يشاء، بحكم أن الوزارة لا تقدر أن تمنح لمدير المؤسسة التحكم في الطبيب لكونه يحتمي وراء نقابة يستقوي بها، وليترك المريض أمام مواجهة مصير مجهول وفي صمت رهيب.
ويضيف الحقوقي أنه ليس ضد إضراب الأطباء، لكن حق المواطن والمستهلك في التطبيب يجب أن يكون ضمن الأولويات، لأن القاعدة الفقهية الكونية الإنسانية تنص على دفع الضرر الأكبر بالضرر الأصغر، وبالتالي فلا أحد يزايد عن المرضى، لأن هناك طبقة كبيرة تعاني في صمت.
وفي كلمته الختامية أكد الأستاذ عبد الرحيم مديحي، انه يجب ان نكون موضوعيين إذا ما أردنا تجاوز هذه المرحلة، وأن منظومة الصحة بالمغرب فهي غير موجودة، وأن الوضع يستوجب إرادة سياسية حقيقية للدولة وللنظام ككل لكي نصل إلى مستوى الرقي على الأقل في الحد الأدنى لما هو متعارف عليه عالميا.
هذا وقد علم موقع “الجديدة بريس” من مصادر عليمة أن حلقة الأربعاء 16 يناير 2019 من برنامج “مباشرة معكم” كانت متميزة وخلفت أصداء ايجابية وحققت نسبة مشاهدة جيدة (مليون و 450 ألف مشاهد تابعوا الحلقة من البداية الى النهاية دون انقطاع، وأزيد من خمسة ملايين شاهدوا جزءا منها) بالإضافة إلى مئات الآلاف عبر الأنترنت.