الجديدة بريس – نورالدين فقري
بدعم من جمعية أمهات وآباء وأولياء تلميذات وتلاميذ المؤسسة، وبشراكة مع المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالجديدة، خلدت مدرسة تكني الذكرى 46 لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، والتي تصادف السادس من شهر نونبر من كل سنة تحت شعار: ” من مسيرة التحرير إلى مسيرة النماء”.
في حفل بهيج تجندت له أطر المؤسسة والتلميذات والتلاميذ والأمهات وشركاء المؤسسةتم عرض مجموعة من الأنشطة التربوية التي تهدف غرس قيم المواطنة عند الناشئة، وتعريفهم ببعض المحطات التاريخية المهمة في حياة وطنهم وجعلهم في قلب هذه الأحداث ومن ضمنها حدث المسيرة الذي أظهر للعالم أجمع مدى التلاحم بين العرش والشعب، عرش خطط بحكمة لهذه المسيرة وشعب لبى النداء.
في مثل هذا اليوم قبل 45 سنة لبى المغاربة نداء جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، وهبوا كلهم رجالا ونساء شيوخا وشبابا ومن كل الأقاليم المغربية للقيام بمسيرة سلمية خضراء غيرت مجرى التاريخ المغربي واسترجعنا بها أقاليمنا الصحراوية المغتصبة.
انطلق الحفل صباح الجمعة 05 نونبر 2021 على الساعة 09:30 بآيات بينات من الذكر الحكيم بتلاوة جميلة من التلميذ”يحيى كركوزي” الذي رتل على مسامع الحاضرين ما تيسر من سورة “الفتح”، تلاه ترديد النشيد الوطني من قبل التلاميذ والحضور.
ولعل أهم ما ميز هذا الحفل هو المسيرة التي قام بها تلاميذ وتلميذات المؤسسة جابوا خلالها الممرات وصولا إلى المنصة حاملين الأعلام المغربية والمصاحف ومرتدين أزياء تمثل بعض جهات المملكة ومرددين أغنية “صوت الحسن” الخالدة.بعدها أدى التلاميذ ومعهم الحضور قسم المسيرة ورفعوا أكف الدعاء إلى الله تعالى ليحفظ وطنهم وملكهم من شر الحاقدين المتربصين الذين تستفزهم الخطوات الثابتة التي يسير بها المغرب نحو التقدم والرقي تحت القيادة الرشيدة.
تخللت هذه الصبيحة مجموعة من المسرحيات القصيرة وأغاني ولوحات راقصة تخلد هذه الذكرى العزيزة على قلوب المغاربة جميعهم من أداء متميز لبراعم المؤسسة أبهر الحضور والضيوف وتحت إشراف ثلة من الأطر التربوية التي ضحت من أجل إنجاح هذا العرس.
احتضنت بعض حجرات مدرسة تكني ورشات متنوعة حول موضوع المسيرة: ورشة الرسم، ورشة الأعمال اليدوية، معرض صور التلاميذ ثم ورشة القراءة المنظمة من طرف المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالجديدة تحت إشراف “هدى معتل” ممثلة المندوبية، الورشة كان موضوعها قراءة في قصة المسيرة الخضراء للكاتب المغربي أحمد عبد السلام البقالي ( منشور المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير) مع بعض التلميذات والتلاميذ وفهم مقاصدها، وقد تم تعزيز القصة بشريط مرئي وثائقي حول المسيرة الخضراء لخلق تكامل بين أحداث القصة وحدث المسيرة المصور في أذهان الأطفال.
خلقت هذه الحفلة تجاوبا كبيرا بفقراتها التي كانت من تقديم التلميذة “إيمان الشوير” (تحت إشراف الأستاذ عبد الكريم الترقي) وبمعلوماتها القيمة حول حدث المسيرة التي كانت من تقديم الثلاثي ( آدم الضميري، نسرين العماري، إيمان الشوير) إلى جانب فقرة الترفيه التي كانت خاتمة هذا العرس والموجهة للتلميذات والتلاميذ الذين تجاوبوا معها بكل تلقائية فيما كان ضيوف المدرسة ( السيدة رئيسة جماعة الحوزية ومرافقيها وبعض المنتخبين والسيدة مفتشة اللغة الفرنسية والسيد مدير مدرسة البحابحة) يقومون بجولة لمعاينة الورشات وتشجيع المساهمين فيها والمشرفين عليها كما أخذوا صورا تذكارية بجانب الجدارية الكبيرة التي تخلد لهذا الحدث المتميز والتي كانت من إنجاز الرسام “محمد منور”.
تخليد ذكرى المسيرة كان مناسبة لمعاينة ما تزخر به مدرسة تكني من طاقات سواء في صفوف الأساتذة أوفي صفوف التلميذات والتلاميذ كما كان مناسبة عبر فيها أولياء أمور التلاميذ عن تقديرهم لمجهودات هذه المؤسسة التي تسعى جاهدة لفك العزلة عن محيط يفتقر لأبسط المتطلبات وبوسائلها الخاصة وبعيدا عن أي دعم خارجي سوى بعض الغيورين- جزاهم الله خيرا- الذين حلوا محل الجهات التي كان من المفروض فيها أن تؤهل هذه المؤسسة ومحيطها.