عيد الأضحى …. ضيف ثقيل على المغاربة يدفعهم إلى الاقتراض
الجديدة بريس
“معنى الأضحية كما يعبّر عن ذلك اسمها هو التضحية والكرم والطاعة الربانية، فيما تحولت الشريعة الدينية الآن إلى معتقدات اجتماعية يطبعها التباهي” هذا ما قاله الأستاذ الجامعي والدكتور المتخصص في علم النفس الاجتماعي المصطفى شكدالي، معبرا عن العادة التي تغلغلت شيئا فشيئا داخل المجتمع المغربي، فلم يتوقف خروف العيد بكونه فقط يرتبط في الموروث الثقافي المغربي بإدخال الفرحة على الأطفال بل يتجاوزه لأن يصرّح كل رب أسرة بالمبلغ وقدره الذي دفعه مقابل القرون الملتفة، إذ يُعتقد أن الخروف يكون جيدًا وغاليًا كلما طالت قرونه، وتتباهى الزوجة أمام العائلة الكبيرة بالأمر وكأن التفاف القرون يعلي مقام الزوج. حتى باتت تقليدا مقدسا، وأصبح اقتناء خروف كبير الحجم دليلا على مكانة العائلة ووسطها الاجتماعي ومستواها المادي، مما شكل هاجسا مؤرقا وكابوسا يجثم على أنفاس محدودي الدخل الذين يواجهون هذا الضغط الاجتماعي وارتفاع أسعار الأضاحي ببيع الأثاث والمصاغ والاقتراض لدى المصارف.
تخصص البنوك في المغرب قروضًا لشراء كبش العيد، ويصل الحال بأسر تعيش تحت خط الفقر لبيع ممتلكاتها لأجله، حتى صار محط تباهٍ بين الجيران والعائلات.
تجد غالبية الأسر من ذوي الدخل المحدود صعوبة كبيرة في الاحتفال بالعيد وفق ما كان يحلمون به. حيث نسبة كبيرة من الموظفين تلجأ إلى الاقتراض لإتمام فرحة العيد فأصبحت ظاهرة الاقتراض من المصارف متفشية خلال فترات الأعياد والعطل وبداية العام الدراسي ،الموظفون الذين ليس لهم أي مصدر رزق آخر سوى وظيفتهم، وعندما تفاجئهم ظروف طارئة أو مناسبات خاصة لا يجدون لها حل إلا بالاقتراض لتغطية النفقات الزائدة.
يؤكد في هذا الصدد زكرياء فليس، محلل اقتصادي أن ارتفاع أسعار المواشي هذا دفع العديد من الأسر المغربية من الطبقات المتوسطة والطبقات الهشة إلى اللجوء إلى الاقتراض من أجل تأمين المبلغ المرتفع للأضحي، يضيف المحلل عينه، مبرزا أن عامل الاقتراض من مؤسسات القروض الصغرى أو مؤسسات التأمين، أو حتى من المعارف، يزيد من وطأة أزمة هذه الفئة من العائلات المغربية، بسبب وضعيتها المالية التي أثقلتها أصلا قروض السكن والسيارات ومصاريف الدراسة وغيرها من المتطلبات الأخرى.
وخلص المحلل الاقتصادي إلى أنه رغم ارتفاع أسعار الفائدة فإن ظاهرة الاقتراض من أجل شراء الأضاحي تبقى دائمة متفشية بسبب هيمنة ثقافة شراء الخروف، رغم أن الأمر يتعلق بسنة مؤكدة لا غير.