في مثل هذا اليوم 23 يوليوز توفي المغفور له الحسن الثاني …
الجديدة بريس
في مثل هذا اليوم 23 يوليوز 1999 رحل الى دار البقاء المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه و قدس الله روحه، وهي مناسبة يستحضر من خلالها المغاربة قاطبة التضحيات الجسام التي بذلها الملك الراحل من أجل بلاده وشعبه، و كذا مساره كملك عظيم وهمام وقائد مؤثر طبع ببصماته التحولات الكبرى، كما أثر بشخصيته وحكمته وبعد نظره في الأحداث العالمية الكبرى التي ميزت عهده.
وقد شكل يوم 23 يوليوز 1999 بالنسبة للمغاربة يوما حزينا، ودعوا فيه قائدا عظيما وعاهلا فذا، قاد المملكة المغربية لـ38 عاماً، فبعد أن خلف والده، الراحل محمد الخامس عام 1961، قاد البلاد في مسيرة استكمال الوحدة الترابية، وتعزيز أسس الاستقرار السياسي والاقتصادي.
شيع عشرات من قادة العالم وحوالي مليوني مغربي العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني الى مثواه الاخير بالرباط في اكبر جنازة شعبية لزعيم في العالم العربي منذ جنازة الرئيس المصري جمال عبدالناصر، لتترجم بصدق تلك العروة الوثقى التي كانت تربط الشعب المغربي بالملك الراحل، وقد شارك في التشييع اكثر من 70 وفدا اجنبيا بينهم حوالي 30 رئيس دولة (ملوك ورؤساء وامراء) بالاضافة الى الامناء العامين للأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وعدد من مسؤولي المنظمات الاقليمية والدولية. وقد وورى جثمان العاهل المغربي الراحل الثرى في ضريح محمد الخامس بالرباط بجوار والده الملك محمد الخامس وشقيقه مولاي عبدالله.
قام الملك الراحل الحسن الثاني في تدعيم المؤسسات الديموقراطية في البلاد وذلك من خلال إنشاء لجنة تحكيم مستقلة عهد إليها تدبير الملفات الحقوقية، بالإضافة إلى إنشائه المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في شكله الأول كمؤسسة وطنية هدفها للنهوض بحقوق الإنسان وحمايتها في مملكة المغرب.
أما في المجال الاقتصادي ،كان لدى الملك الراحل الحسن الثاني عددا من الإنجازات، أهمها هو إصداره ظهير 2 آذار 1973م الذي وجه فيه عملية تفعيل المديرين المغاربة والقطاعات الحيوية، في المجالين الاقتصادي والصناعي، واستعادة العديد من الأراضي لعمل الإصلاحات الزراعية فيها.
كما تجلى اهتمامه في سياسة تشييد السدود، بهدف سقي مليون هكتار واستصلاح الأراضي الزراعية وتطوير أساليب الإنتاج في المزروعات، بالإضافة إلى ذلك إنشاء صناعات تحويلية مرتبطة بالإنتاج الفلاحي وتسويق تلك المنتجات داخل المملكة وخارجها، وكذلك عمل على تحديث وإنشاء عدد كبير من المؤسسات الحيوية.
كما تمكن المغرب، بفضل السياسة الحكيمة التي نهجها جلالة المغفور له الحسن الثاني، من تحقيق الوحدة الترابية للمملكة، في مسيرة سلمية شهد العالم أجمع بعبقرية مبدعها، علاوة على تثبيت ركائز دولة المؤسسات والحق والقانون، مما أهل المملكة لاحتلال موقع متميز على الساحة الدولية، بل وتساهم بشكل ناجع في إرساء السلم والأمن في مختلف بقاع العالم، لا سيما وأن الملك الراحل كان على الدوام قبلة استشارة دائمة للعديد من زعماء وقادة الدول.