منبر الجديدة بريس

“البيازة” أو الصيد بالصقور و “التبوريدة”.. تراث ثقافي لامادي قديم حاضر في موسم مولاي عبد الله

الجديدة بريس

تتواصل فعاليات موسم الولي الصالح مولاي عبد الله أمغار المقام في الفترة الممتدة من 04 إلى 11 يوليوز الجاري، من خلال عدد من الأنشطة الدينية والثقافية والفرجوية إضافة إلى مسابقات التبوريدة في مختلف محارك الجماعة.

تعد “الفانتازيا” أو “التبوريدة” أهم طقس من طقوس الاحتفال بالخيول نهاية الموسم الفلاحي، حيث اتخذ فلاحو دكالة منذ القديم موسم مولاي عبدالله أمغار موعدا قارا بداية شهر غشت من كل سنة للاجتماع والتجمع قصد التعبير عن فرحهم لخلق فرجة تدوم أسبوعا كاملا تتخلله “التبوريدة”، حيث يبنون “الفراكات” وهي خيام من الحجم الكبير ويقيمون الولائم ويستقبلون الزوار من كل حدب وصوب.

أما السلاح التقليدي لفنون الفروسية التقليدية، فيتمثل في البندقية المعروفة بـ”المكحلة”، والتي تكون مرصعة بخطوط ونقوش متموجة، فيما تزين السروج، التي تعهد بها العشائر المشاركة في هذا العرس لصناع مهرة يبدعون في تزيينها برسومات ونقوش مستمدة من التراث المغربي الأصيل، صهوة الجياد.

يتبارى الفرسان في تقديم أحسن عروض “التبوريدة” أمام جمهور موسم مولاي عبدالله أمغار، الذي أعطيت انطلاقتها يوم الجمعة الماضية وتتواصل فعالياتها إلى غاية 11 غشت الجاري

من جهة أخرى، تتواصل عروض الصيد بالصقور للشرفاء القواسم، الذي يقدمون عروضا للصقور على إيقاعات الموسيقى التقليدية المغربية، والتي تحتل مكانة متميزة في هذه التظاهرة الثقافية،من خلال برنامج غني ومتنوع على هامش مشاركتهم في موسم مولاي عبد الله أمغار.

حيث تعد تربية الصقور من التقاليد المتوارثة من جيل إلى جيل في قبائل دكالة، حيث يبقى أناس وأهل منطقة “القواسم” من أبرز وأشد المحافظين على هواية “لبيازة” الضاربة في القدم، ولهذا كان من الضروري أن يتم تخصيص حيز مهم من فضاء موسم مولاي عبد الله لعرض هذا الثراث الذي يميز منطقة دكالة، لزوار هذا الحدث الثقافي والفني

و يعتبر موسم مولاي عبد الله، تظاهرة مناسبة للاحتفال بالصقارة في إقليم الجديدة، يتم خلالها إبراز المظاهر الأخرى لهذا التراث، وخاصة المعرفة في مجال آلات الصيد، والملابس التقليدية، والموسيقى، والغناء، والرقص، وفن الطبخ، ومدى انخراط الصقارين القواسم الأصليين في إعادة كتابة تاريخ قديم وجميل، تاريخ تراث يتعين على الأجيال الجديدة أن تعرفه وتفخر به، وهو حلقة مهمة في حضارتنا، تمكنت قبيلة القواسم من الحفاظ عليه على الرغم من كل الإكراهات ومخاطر النسيان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى