العيد يلهب جيوب المواطنين …و الأضحية أصبحت أمنية صعبة المنال

الجديدة بريس

بدأ العد العكسي لعيد الأضحى المبارك، و رحلة البحث عن أضحية العيد بثمن مناسب باتت شبه مستحيلة خلال هذه السنة، حيث موجة الغلاء تلقي بظلالها على أسواق أضاحي العيد إذ تواصل الأسعار تحليقها عاليا في السوق الوطنية ،الأمر الذي يشكل ضغطا مضاعفا على العائلات، خاصة أصحاب الدخل المتوسط و الضعيف.

في نفس السياق أكدت الحكومة المغربية سابقا تدخلها من أجل الحفاظ على استقرار أسعار الأضاحي هذه السنة، وذلك عبر مواصلة إستيراد الأضاحي من إسبانيا و تقرير دعما للمستوردين حددت قيمته في 500 درهم مقابل كل رأس يتم إستيرادها من أجل ضمان توازن الأسعار واستقرارها في السوق، إلا أن صارت عكس المتوقع ، فإن أسعار الماشية تتحدى تدابير الحكومة بمواصلة الارتفاع، حيث العديد من المواطنون أكدوا على أن وفرة المنتج من قطيع الأغنام و الماعز لم يوازيه أسعار معقولة بل تسببت في إنهاك قدرتهم الشرائية ،و بذلك فإن أسعار الماشية أصبحت تتحدى تدابير الحكومة بمواصلة الارتفاع.

يحكي أن رجلا في عقده الخامس معيلا لأسرة تتكون من سبعة أفراد بمدينة الجديدة، ل”الجريدة بريس”، حقيقة الوضع الذي يعانيه الآلاف من ذوي الدخل المحدود بسبب الصعوبات التي تواجههم في شراء وتأمين أضحية العيد خلال هذه السنة ,حيث أكدوا أنهم لم يجدوا أي شيء مما تم الترويج له في التلفاز ، الأسعار لا تقل عن 3000آلاف درهم، و هذا ما يتساوى مع دخله الشهري ، مما يأكد أن شبح الأسعار يمكن أن يسرق فرحة العيد من أطفاله الخمسة.

من جهة أخرى، أكد مربو المواشي على أن هذا الإرتفاع راجع إلى غلاء الأعلاف،و المواد المتعلقة بتربية المواشي ، بالإضافة إلى التعب الكبير الذي يرافق من يقومون بهذه المهنة،و هذا ما أفضى إلى غلاء الأضاحي هذه السنة. ، مضيفين أن الباحثين عن الجودة سيجدون الأسعار مرتفعة بشكل طبيعي، وذلك لتتلاءم مع حجم المصاريف التي أنفقوها حتى استطاعوا توفير هذا القطيع للعيد”.

ومع اقتراب عيد الأضحى ككل عام، ينشط مضاربون وسماسرة
ويلجأون لاستغلال الوضع حيث تحولت هذه الممارسات إلى مهنة موسمية غير قانونية، مما يطرح العديد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، لشريحة عريضة من المواطنين،منها رفع الأسعار بشكل غير مشروع،الذي يجعل المستهلكين ضحية لهذه التلاعبات ،مما دفعهم إلى المطالبة بضرورة التدخل ووضع حد لهذه الظاهرة وذلك بتشكيل لجان لظبط الأسعار في الأسواق الجماعية، وكذا تحديد متوسط الأسعار لبيع الأضاحي لضمان توعية المستهلكين بالتكاليف..