تزايد حالات الانتحار في مدينة الجديدة والأصابع تشير إلى غياب أخصائي الطب النفسي بالمستشفى الاقليمي
الجديدة بريس – جواد المصطفى
يعيش المرضى نفسيا بمدينة الجديدة على وقع حالة غير مسبوقة تنذر بكارثة في مقبل الأيام، وذلك بعد مغادرة الطبيبة الوحيدة المختصة في الأمراض النفسية والعقلية منصبها بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس مخلفة فراغا على مستوى الصحة النفسية والعقلية بالإقليم، وهو ما يضع صحة المرضى والمواطنين على كف عفريت.
ويستمر النزيف في قطاع الصحة والمركز الاستشفائي في رحلة شبه يومية مع المعاناة تخطها أقدام أناس وجدوا أنفسهم مكرهين على عيادة طبيب الأمراض النفسية لعلها تخلصهم من عذابات “سيزيفية” أرهقت كاهلهم، وجعلتهم رهائن لديها لافتقار مستشفى المدينة إلى التخصص المطلوب ورفض استقبالهم من قبل الإدارة الخاصة المستشفى محمد الخامس…
وبات أهالي المرضى المضطربين عقليا بالجديدة والنواحي أمام خيارين أحلاهما مر، فإما تسريح مرضاهم في الشوارع والطرقات، أو تكبيلهم بالسلاسل والقيود في المنازل عسى أن يجدوا سبل في علاجهم.
وجاء بلاغ ائتلاف الجمعيات المجتمع المدني بالجديدة يستنكر فيه التدهور الخطير لواقع الصحة النفسية بالإقليم عقب الفراغ الذي خلفته مغادرة الأطباء داعيا إلى إيجاد حل جذري يقي المرضى فخ السقوط، الموت أو المدلة نتيجة غياب التمريض والحماية من حقوقهم في الصحة كما جاء في الدستور المغربي.
وهو ما دفع بالعديد من المواطنين الذين يعانون في صمت ويعيشون تحث وطأة الضغوط النفسية والاجتماعية والفقر بأخذ قرار بوضع حد لحياتهم نتيجة لغياب التطبيب النفسي … فمن المسؤول ؟
إن واقع الصحة النفسية والعقلية بمدينة الجديدة يعرف فراغا فادحا ومرعبا يضع المرضى أمام المجهول، حصيلة حالات الانتحار في تزايد مستمر وما يعرفه من ارتفاع في حالات الموتى غير الطبيعي وخير دليل تسجيل أربع حالات انتحار في ظرف أسبوع بمدينة الجديدة كان آخرها مساء اليوم الثلاثثاء 30 ماي الجاري، اثر سقوط شاب من أعلى المطرح القديم لمدينة الجديدة،الأمر الذي يستدعي ضرورة التفاعل مع آلام المرضى وأسرهم وإيقاد شعلة الأمل في نفوسهم .