زيارة القبور يوم عاشوراء….عادة راسخة عند ساكنة الجديدة…
الجديدة بريس
في صبيحة عاشوراء، يكون ملفتا مشهد طوابير من النساء و الرجال شدوا الرحال من كل أحياء مدينة الجديدة لزيارة موتاهم والترحم عليهم، سيرا على الأقدام، أو في مواكب من السيارات والعربات المجرورة التي غص بها المكان، إنه يوم “الزيارة” المنتظر كل سنة، تعكف فيه النسوة كما الرجال، على زيارة ذويهم الموتى، في يوم، يمتزج فيه ما هو موروث ثقافي بما هو روحاني. حيث تعتبر هذه العادة تقليدا راسخا ضمن منظومة التقاليد التي تحرص ساكنة مدينة الجديدة والمغاربة عموما على العناية بها.
وتشهد الطريق المؤدية إلى المقابر ، حركة غير اعتيادية، بسبب الإقبال المتزايد للعديد من ساكنة مدينة الجديدة الذين يقصدونها لزيارة أقاربهم وذويهم، رغم إرتفاع درجة الحرارة والوصول المضني بسبب الإزدحام وقلة المواصلات، يحملون معهم قنينات ماء “الزهر” وحزمة من عشب «الريحان»، وأكياس بلاستيكية سوداء شفافة لا تخفي ما تحتويه من التين المجفف (الشريحة)، والخبز، والحليب والماء، أو التمر، يشرعون في توزيعها بمجرد دخولهم فضاء “المقبرة”.
و من الملاحظ أن يوم عاشوراء، لا يفصل بين الجنسين في تنفيذ طقوس زيارة المقابر، حيث أن كلا الجنسين مدعوين للمشاركة في الإنعام والبر بالضعفاء، ويرتاد المقابر ذكور وإناث، بالرغم من أن المشاركة النسوية تحظى بالقسط الأوفر. ويقف الزوار عموما بجوار شواهد، محاطين بحفظة القرآن (الطلبة) والمتسولين، والفتيان الذين أضناهم شقاء العيش وضنكه، يتلقمون الدريهمات التي يتكرم عليهم بها الزوار، خصوصا بعد ما يقوم بعض الفتيان بسقي القبور بالماء وتنظيفها، إذ يتلقون أجرا مقابل تقديم خدماتهم هذه.